من أدباء الـمَهْجَر وشعرائه: الأديبُ والشاعر الـمَهْجَري داود شكّور

د. حسّان أحمد قمحيّة

حياتُه وسيرتُه الأدبيّة

وُلدَ داود شكّور فـي حمص فـي 19 نَيْسان/أبريل سنةَ 1893 م، والدُه الخوري نقولا شكّور ووالدتُه السيّدة كَلْثم شكّور، وعائلةُ شكّور عريقةٌ فـي حمص وعكّار والشّام ومصر. نشأ داود فـي ظلّ عائلةٍ مثقّفة وواعية، ونبغَ منذ حَداثة سنّه، وتميَّز بينَ رفاقه بذكائه وتوقُّد ذهنه، وقد تعلّم فـي الـمَدارِس الأَرْثوذكسيّة بحمص. كان يميل منذ صغرِه إلى الكتابة والنظم، وإلـى الحساب والعلوم الرياضية، وقد برعَ فـي كليهما. كما اشتُهر بحافظة قويّة وذاكرة وَطيدة.

هاجر إلى البرازيل سنةَ 1908 م، وفيها أَخذَ يدرس مسكَ الدفاتر ليلًا فـي الـمَعْهد التّجاري، فنالَ شهادتَه فـي أقلَّ من عام، كما اشتركَ فـي تحرير جريدة الـمَناظِر لنعوّم لبكي؛ ثمّ غادرها بعدَ ذلك سنةَ 1909 م إلى مصر حيث مكثَ فيها ثلاثَةَ أعوام يعمل فـي التجارة. ولكنّه عاد إلى البرازيل سنةَ 1912 م، ولم يكتفِ بما تعلّمه فيها سابقًا، فدرس بعدئذٍ فـي ثلاث سنينَ متوالية العلومَ التجارية والاقتصادية ليلًا فـي الـمدرسة التجارية حتّى نال شهادتَها سنةَ 1917 م، وأتقن اللغةَ البرتغاليّة. وقد افتتح محلًّا تجاريًا سنةَ 1921 م بعد أن عملَ فـي محلّات تجاريّة كبرى، وظلّ يمارس التجارةَ طوالَ حياته.

كان داود شكّور متفوّقًا فـي العلوم الرياضية حتّى إنّ أستاذَه فَرَنْسيسكو داوريا (ناظِر الـمالية آنذاك) كان معجبًا بحلٍّ رياضي لم يهتدِ إلى حلّه سِواه من رفاقه، فطلب إليه أن ينشرَه فـي مجلّة العلوم الحسابية فـي أواخر سنة 1917 م، فنشر الـمقالَ وقتئذ؛ وانتهت الدروسُ وانصرفَ داود إلى أعماله التجارية كسببٍ من أسباب الحياة. وقد شهدَ بنبوغه الرياضيّ أكثر من أستاذ فـي الـمؤسَّسات التي درس فيها. ورغم أنّه بزّ الكثيرَ من مدرّسيه ومعلّميه، لكنّه لم ينسَ فضلهم وظلّ يعترف بما قدّموه له على الدوام، حيث كان يقول فـي مجالسه وخطبه” “يوسُف شاهين علّمني الصرفَ والنحو والإعراب، وحبيب سلامة تفسيرَ التوراة والإنجيل، وشاكر سلّوم الرياضيّات والخطابة، والخوري عيسى أسعد البيانَ والعروضَ … إلخ”. وقد كتب الأديبُ يعقوب العودات (البدوي الـملثّم) له ذات مرّة: “يَمينًا يا أستاذ لو بقيت فـي الوطن الأوّل، وواصلت جهادَك الأدبـي، لكنت أحدَ أعضاء الـمَجْمَع العلمي العربـي بدمشق. ولكنّ رحيلَك إلـى الـمَهْجر حرمَ اللغةَ والأدب مـن جهاد شخصـيّة فـذّة موهوبة …”.

أُولِع داود شكّور بالـمطالعة والقراءة، فقد كان يقرأ ما طاب له من الكتب التاريخيَّة والأدبية والاجتماعية، بل وكثيرًا ممّا كانت تقع عليه عيناه. وقد عمرت مكتبتُه بالكتب النادرة والـمتنوّعة التي أحسن ترتيبها وتنسيقَها وتهذيبها. ولولا تجارتُه الرائجة التي أشغلته عن التأليف، لأخرجَ إلى النور مؤلّفات قيّمة، ذات بهجة ومنفعة. ومع ذلك، فقد عُنيَ بالتراجم، ومن ترجماته إلى البرتغالية قصيدة «حضن الأمّ» للشاعر القروي، ثمّ تُرجمَت هذه القصيدة من البرتغالية إلى لغاتٍ أخرى، وصارت قصيدةً عالـميّة.

لم يكن شكّور منغلقًا ولا متعصّبًا، فقد أحبَّ مدينتَه بكلِّ أطيافها، وأفاضَ من حبِّه حبًّا آخر شمل وطنَه الصغير سوريَّة، ووطنَه الأكبر على مساحة العروبة التي عشقَها وتغنّى بها، وقد أعرب عن ذلك ذات مرّة حين قال منتزعًا عن عَمدٍ وغاية بعضَ كلماته من حديثٍ للنبي العربـي محمّد عليه الصلاة والسلام «لو وَضَعوا الشمسَ فـي يميني والقمرَ فـي يَساري لـما اعتززتُ بهما اعتزازي بعُروبتي التي أيّدها النبيُّ الهاشميّ برسالته، وكانت للمسلم عقيدةً، وللمسيحيّ العربـي تراثًا رفعَ رايةَ العرب ورفعَ كرامتها».

ومن بليغ خطبه ما جـاء فـي تأبينِه الشـاعرَ الـمَهْجري فوزي الـمعلوف، وقد زيّن تلك الديباجة بمقدّمة بالغة الأثر، رفيعة اللغة والبيان، ناصعة الدليل على اعتزازه بتاريخه وعروبته، وبمنزلة الشعر عندَ العرب، وفيها يقول: «أمّةٌ طيّبة الأعراق، وثّابة إلى ذرى الـمجد، حرّة سبّاقة إلى تَوَقُّلِ معارِج الشرف، نشرت لواءَ عزِّها الباذخ فوق هامات الشعوب، وحرّرت ذيولَ افتخارها فـي الأمصار والـممالك، ثلّت عروشَ القياصرة، ودحرجت تيجانَ الـملوك، واستولت على خزائن كسرى. تلك الأمّة التي كانت تنادي خليفتَها غيرَ هيّابة يا عمر! تلك الأمّة التي سجدت لسطوتها ملوكُ الأرض وأَقْيالها، ما رأيناها تسجد فـي جاهليّتها إلّا للمعلّقات السبع، وفـي إسلامها إلّا لـمبدع السماوات والأرض … فلو امّحى من الأسفار تاريخُ أمّة من الأمم، ولم يبقَ بين أيدينا إلّا دواوين شُعرائِها، لرأينا تاريخَ تلك الأمّة، بعاداتها وأخلاقها، بمدنيّاتها وآدابها، مرسومًا بحروف جليّة تترقرق منسابةً كغدران الكوثر فـي ثنايا تلك السطور الخالدة التي أنزلها الوحيُ على ألسنة الشعراء».

ويمضي داود شكّور متفنِّنًا فـي خطبه، تاركًا وقعًا بليغًا لكلماته قلَّ أن يمتلكَ زِمامَه خطيب؛ ففي خطبةٍ لـه بعنوان «الـهَيْكل» ألقاها فـي الـمَيْتم السوري بمدينة سان باولو سنةَ 1933 م قال:

“فما تُرانـي أقول فـي هذه الحفلة؟ أَأقصُّ عليكم حكايةَ ابن الخطاب والعَجوز، وكيف حملَ الدقيقَ على ظهره، وكيفَ طبخَ منه للصبية الجائعين، وكيف بكى من هَوْل يوم الحساب!؟ أم تُريدون أن أتحدّثَ عن خليفة بطرس كيفَ يتصرّف بأملاك الفِرْدَوس وهي وَقفٌ على مثل هؤلاء الأيتام القاصرين!؟

أَأتحدّث عن الحنان؟ وهو ذا هَيْكل الحنان يَضوعُ فـي جنباته بخورُ العاطفة الكريمة!

أأتحدّث عن الحبّ؟ وأنتم ترون رمزَ الحبّ الطاهر مرسومًا على جدران بيت الرفق والحنان!

أأتكلّم عن الجمال؟ وها أنوار جمال النفوس تفيضُ فيضانَ أنوار القبر الـمقدّس!

أتريدون أن أتكلّم عن الفضيلة؟ وها هيكل الفضيلة أبهى جمالًا من هيكل سليمان، وجدرانُه أشدّ روعةً من أعمدة مدينة الشمس التي بنتها يدُ الإنسان لعبادة الأوثان!

أتريدون أن أتكلّمَ عن الدموع؟ فأحجب عن أبصاركم بَسماتِ الأيتام!

أم أن أتحدّث عن السماء؟ وأنتم ترون فردوسًا أرضيًّا أمامكم!

أم عن الأنبياء؟ وأمامكم مهبط وحي الأنبياء!

قد يدور فـي خلدكم أنّني غاليتُ فـي الوصف إذ صوّرت لكم هذا البيتَ الصغير أَفْخم من قصر يَلْدز وأجمل هندسةً من قصر الحمراء، وما قصدت فخامةَ البناء ولا جمالَ الهندسة، وإنّما قصدتُ جمالَ الغاية التي لأجلها وُجِد البناء ولو كان مغارةَ بيتِ لحم”.

عُقِد أوّلُ اجتماع لتأسيس العصبة الأندلسية فـي مكتبه التجاري، حيث كان من الـمؤسِّسين الأوائِل لـهذه الـمؤسّسة الأدبية الرائدة فـي البرازيل.

ترأَّسَ جمعيةُ الشّبيبة الحمصية وهو طالبٌ فـي الـمدرسة التجارية، وكانت الغايةُ الرئيسية للجمعية جمعَ الـمال وإرساله إلى معاهد حمص، فحوّر الغايةَ الأساسية خلال رئاسته وحوّلها إلى مشروع مساعدة فـي البرازيل، فكانت النتيجةُ أن أَسَّست الجمعيةُ بعدئذ الـميتمَ السوري الذي سُمّي بعدَ ذلك مَيْتَم القدّيس جاورجيُوس، وكان داود شكّور رئيسَ الحفلة التدشينيّة الأولى لهذا الـمَعْهد.

فـي سنة 1920 م، أصبح شكّور عضوًا عاملًا فـي الحزب الوطني السوري الذي أسَّسه الدكتور أسعد بشارة فـي حاضرة البرازيل، وعُيِّن مستشارًا فـي النادي الرياضي السوري بضعةَ سنين، وانتُخب سنةَ 1933 م عضوًا فـي الـمجلس الأَرثوذكسي، ثمّ مستشارًا فـي الـمؤسّسة البرازيلية الأدبية الـمعروفة باسم الشاعر البرازيلي الكبير كاسترو أَلْفِس. وكان ينقل إلى العربية مقالاتٍ لأهم الكتّاب من اللغة البرتغالية، وقد نقل رواية «الأَوانِس والعَوانِس» لرانجل دي ليما إلـى العربية، وقدّمها إلـى جمعية الشبيبة الحمصية، فمُثِّلت فـي سان باولو ولاقت إعجابًا بالغًا حتّى أُعيدَ تمثيلُها عدَّةَ مرَّات، وجَعلَ ريعَها لصالح الجمعيّة. وما عثر يومًا علـى رائعة من روائع الأدب البرازيلي إلّا نقلها مـن البرتغاليّة إلى العربيّة، ونشرها فـي أُمّـات الصحف العربيّة؛ كمـا حرصَ علـى برّهم والتواصل معهم ومساعدتهم عندَ الحاجة.

كان داود شكّور خطيبَ الجالية الحمصية فـي أكثر حفلاتها، وكان شديدَ العناية بما يخطّه من كلمات تلك الخطب وعباراتها، يحرص على تَجْويدها وحَبْكها وضبطها إلى أقصى درجة، وبذلك كان يَأْسر الحاضرين الذي ينتظرون حديثَه بشوقٍ عارم ولهفةٍ لا تخفى. ولم يكن يحبّ الارتجالَ ولا يحبّذه ولا يسلك مسلكَه إلّا مضطرًا، وهو صاحب مقولة «الارتجال يَذهبُ بأناقة الكلمة، ورجاحة الفكرة». وفضلًا عن ترؤّسه جمعيةَ الشبيبة الحمصية مرّةً، ترأّس النادي الحمصي – الذي شارك فـي تأسيسه – مرّتين، وكان الخطيبَ الرسمي عدّةَ سنين لهاتين الـمؤسّستين، وكانت خُطَبُه الشهيرة محطّ إعجاب الكثيرين، فتناقلتها أغلبُ الصحف العربيّة فـي البرازيل وبقيّة الـمهاجر وفـي الوطن، مثل «خُلُود الشعراء» فـي حفلة تَكْريم الشاعر القرويّ و «شاعر فـي طيّارة» فـي حفلة تأبين الأديب الـمَهجري فَوْزي مَعْلوف. ومن الجدير بالذكر أنّ الحكومةَ البرازيليّة سنةَ 1946 م طلبت من إدارة النادي تغييرَ اسمه وإبداله باسم آخر ينسجم مع لغة البلاد، فأخذ شكّور يجول ويصول، وتمكّن بفضل منزلته العالية الـمَرْموقة من الـمحافظة على اسم النادي دون أيّ تبديل.

أقام داود شكّور علاقةً حسنة مع كثير من الأدباء، وقد عهد إليه بعضُهم بكتابة مقدّمات لكتب جديدة، فقدّم لكتاب «مختارات جورج أطلس» وديوان شاكر سلّوم وغيرهما. ومع أنَّه نظمَ الشعر ونشر بعضَه، لكنّه لم يستكثر منه، بل كان يميل إلى النثر والخطابة.

آثر داود شكّور العزوبةَ فلم يتزوّج ليبقى طليقًا يصبّ جلّ اهتمامه على قضايا الـمصلحة العامّة، وتُوفّـي فـي سان باولو فـي 1 أيلول/سبتمبر سنةَ 1963 م، بعيدًا عن مدينته حمص التي بقيَ يحنّ إليها ويذكرها ويَشْتاقها حتّى لاقى وجهَ ربِّه الكريم، وأهدى ورثته مكتبته الثمينة إلى النادي الحمصي. وقد قال فيه زميلُه فـي الـمهجر الشاعرُ والأديب نبيه سلامة “كانَ داوُد شكُّور من أَغْزر الأُدَباء عِلْمًا وأَعْمقهم تَفْكيرًا، وأَرقّهم عِبارة، وأَطْلقهم لسانًا. عاشَ لقومه أكثرَ ممَّا عاش لنفسه. وكان دأبُه أن يَسْعى لعمل، ويَرْفد مشروعًا، ويعزِّز جمعية. وفـي هذا السَّبيل ظلَّ أعزبَ ليتفرَّغَ لتَحْقيق فكرته، وخدمة أمَّته. لقد علقَ بالأدب العربـي فعجَمه درسًا وتَمْحيصًا، واقتنص محاسنَه، وراح ينثرها خطبًا رائعة، تُشنِّف الآذان، وتَسْتَبي القلوبَ؛ وخدم كلَّ مؤسّسة، وأسهم بتَأْسيس أَكْثرها. ومن أَلْـمَعِ أعماله السعيُ لتأسيس العُصْبة الأندلسـية التي كانت زهـرةَ الأدب الـمَهْجري وعَلمَه الخفَّاق؛ وكـان نائبَ رئيـس العُصْبة اعترافًا بجهودِه.

ورغم هذه السيرةِ اللامِعة للأديب داود شكور والشهرة الواسِعة والتاريخ العَطِر أغفلت ذكرَه الكثيرُ من الـمراجع الـمهجريّة أو اكتفت بحديثٍ مُقْتَضب عنه، حيث اقتصر تعريفُ كتاب «أَدبُنا وأُدَباؤنا فـي الـمَهاجِر الأمريكيَّة» لجُورج صيدَح بـه علـى بضعة أسطر، بينما لـم يُفْرِد أدهم آل جندي فـي كتابه «أعلام الأدب والفنّ» مقالةً منفصلة عنه، وجـاء ذكرُه فـي هذا الكتاب عابرًا فـي مقالاتٍ أخرى. كمـا أغفله عيسـى الناعوري مـن كتابه «أدب الـمَهْجر»، وكذلك فعل الدكتور محمّد عبد الـمنعم خفاجي فـي كتابه «قصّة الأدب الـمَهجري»، وآخرون.

شعرُه

لم يكن داود شكور كثيرَ شعر، وإنّما نظمَ بعضًا منه ونثره فـي خُطُبه أو فـي بعض الـمناسبات؛ فقد قال فـي رِثاء الـمُطْران أَثناسيُوس عَطا الله، مُطْران حِمص للرُّوم الأرثُوذكس:

قَضَيْتَ عُمْرَكَ فـي الأَوْطانِ تَخْدُمُهافَكُنْتَ خادِمَها الأَعْلى وراعِيها
لَوْ أَمْهَلَتْكَ الـمَنايا ما تَرَكْتَ بِهادُورًا تَشِيدُ إِلّا كُنْتَ بانِيها
شَيَّدْتَ فِيها صُرُوحَ العِلْمِ مُعْتَمِدًاعلى مَواهِبَ جُلَّى كُنْتَ تَحْويها
أَجْهَدْتَ نَفْسَكَ فـي ما كُنْتَ تَبْذِلُهُإِنَّ الرِّئاسَةَ تُضْنِي مَنْ يُدانِيها
لا يَعْلَمُ الجُهْدَ إِلَّا مَنْ يُكابِدُهُولا الرِّئاسَةَ إِلَّا مَنْ يُعانِيها

ومن شعره أيضًا:

إِلَيْكَ أَبا الفَتاةِ أَسُوقُ قَوْلـيفَلا تَأْبَى النَّصِيحَةَ مِنْ نَظِيري
بَلانا أَنَّنا ظُلْمًا تَرَكْناعُقُولَ بَناتِنا مِنْ غَيْرِ نُورِ
فَسادَ الجَهْلُ فِينا فَانْثَنَيْناوقَدْ شُمْنا بأَنّا فـي قُصُورِ
جَمالُكِ يا فَتاةُ عَفافُ نَفْسٍوعِلْمٌ نافِعٌ، لا مِنْ قُشُورِ
فَسِيرِي، والطَّهارَةُ خَيْرُ حَلْـيٍفَلا نَخْشَى عَلَيْكِ مِنَ السُّفُورِ

الـمرجع:

شعراء وأدباء مهجريّون منسيّون (جورج أطلس، حسني عبد الملك، داود شكّور)، جمعَ الـمادّة الأدبيّة وقدّم لها واعتنى بها: د. حسّان أحمد قمحية، الطبعة الأولى، دار الحوار، اللاذقية، 2022 م.

أضف تعليق

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ